Logo Weiter Schreiben
Menu
Recherche
Écrire, encore – Suisse est
un projet de artlink
De | It
Logo Weiter Schreiben
Menu
Lettres > Chadia Atassi & Catherine Lovey > Tout ira bien – Première lettre

كل شيء سيكون على ما يرام! - الرسالة الأولى

من كاترين لوفي إلى شادية أتاسي

Traduction: Jumana Al-Yasiri

Schattenbild © Catherine Lovey
Les langues sont les clés qui nous ouvrent à d’autres mondes © Catherine Lovey

العزيزة جداً شادية،

أنا سعيدة لأن كلّ منا ستتمكَّمن من الكتابة بلغتها الأم وتبادل أربع رسائل. شكراً جزيلاً لمُختلف الأشخاص الذين يعملون على مشروع « مواصلة الكتابة »، وهو مشروع ليس أصيلاً فحسب وإنما قبل كل شيء هو مشروع مليء بالمعاني في عالمنا المُضطرب للغاية. شكراً أيضاً لمترجمتِنا جمانة الياسري على عملها.

إلاَّ أننا يا شادية لدينا مشكلة لغة، أي أننا لا نتقن لغةً مشتركةً بشكل كافٍ للخوض فيما يُسمى بالتبادل العميق بين كاتبتيّن. وهذا أمر مزعج، ولعله كان أقل إزعاجاً لو كُنا مصورتيّن أو عازفتي بيانو أو شيء آخر من هذا القبيل. اللغة شأن الكُتَّاب، والنقاشات حول العمل على لغة ما وعلى الشكل والمحتوى يمكن لها أن تتحوَّل بشكل سريع إلى نقاشات عميقة ومعقدة وحساسة. نحن إذن بحاجة إلى لغة مشتركة نجيدها بشكل كافٍ للخوض في هذا النوع من الأسئلة، والكثير غيرها عن تجربتنا في هذا العالم وفي الأدب. مع ذلك، وأنت تعرفين ذلك جيداً مثلي، لا تمنعنا هذه المشكلة من أن نفهم على بعضنا البعض كأفراد وكنساء أيضاً. نفهم على بعضنا على الرغم من ثقافاتنا شديدة الاختلاف، وأنا مقتنعة أن كلّ منا تجلب للأخرى الكثير.

عرضتي أن تعلميني العربية، وأنا أشكركِ من كل قلبي على ذلك! تأكدي أن اضطراري للاعتذار عن عرضك في الوقت الحالي سببه الوحيد هو ضيق الوقت الشديد لدي. أعشق تعلُّم اللغات وأن أفهم مفاصلَها تدريجياً. لو كان الأمر عائداً لي وحدي، لكنت أخذت منذ زمن طويل دروساً باللغة الرومانية والعربية والفارسية. علاوة على ذلك، أنا لا أكف عن العمل على مختلف اللغات التي أشعر فيها بالراحة: الإنكليزية والإيطالية والروسية. أحاول أيضاَ ألاَّ أفقد الألمانية لأنها اللغة الأولى التي تعلمتها في المدرسة، مما يجعلني شديدة التعلُّق بها ذهنياً. جعلتني الألمانية أفهم منذ صغري أن ثقافتي الفرنسية ليست محور العالم وأن هناك عوالم أخرى. مفتاح بدء ملامستي لهذه العوالم وإحساسي بها – وأيضاً مفتاح تحوّلي إلى شخص مختلف بعض الشيء عما أنا عليه بالفرنسية – هو إذن اللغات!

في يوم ما في مونت بونون، تحدثنا عن مسألة « أنت » و »حضرتك » المهمة في الفرنسية وفي غيرها من اللغات، ولكن ليس في اللغة العربية كما شرحتِ لي. وهكذا قررنا أن بيننا، بالفرنسية، يمكننا استخدام « أنتِ »!

أقترح عليكِ أن نحوِّل هذه الصعوبة – صعوبة اللغة – في علاقتنا إلى قوة. كيف؟ علينا أن نبتكر ذلك شيئاً فشيئاً! كما أجبتُكِ عندما سألتيني عدة مرات عمَّا ينتظرونه منّا في إطار مشروع « الاستمرار بالكتابة »، قلت لكِ أني أعتقد أن علينا ابتكار ذلك أيضاً، أن نخلط عوالمنا وتجاربنا. أنا، بشكل خاص، من تقع عليها مسؤولية تشجيعك بكل الطرق الممكنة على الاستمرار بالكتابة على الرغم من المنفى، والصعوبات، وسوء الفهم. برأي، لا ينتظر منا مشروع « الاستمرار بالكتابة » شيئاً محدداً. يمنحنا هذا المشروع قبل كل شيء فرصة استثنائية للتواصل، وللإطاحة بعض الشيء بالجدران التي تنتصب في بلد ما بين المنفيين، والمهاجرين، واللاجئين، والسُكَّان المحليين. هذا بحد ذاته كافٍ جداً!

أريد أن أنتهز فرصة هذه الرسالة لأطلب منك أن تحدثيني قليلاً عن نقطتين غامضتين بعض الشيء بالنسبة لي. بالتأكيد، حدثيني عنهما إن أردتي وبالطريقة التي تجدينها مناسبة.

سؤالي الأول عن المنفى. لكل شخص مساره الخاص وأسبابه الخاصة التي دفعته إلى اللجوء إلى بلد غير بلده. فيما يخصني، لدي معرفة دقيقة عن بعض مسارات المنفى، وبالتالي لدي تصوُّر عن المنفى مرتبط بهذه المسارات المحددة. لا أخفي عنكِ أني شعرت بالاهتزاز بعض الشيء عندما تعرفت عليكِ، لأن حكايتكِ كما فهمت هي حكاية أخرى عن المنفى. لذلك، سيكون مثيراً فعلاً بالنسبة لي أن تقولي لي أكثر عن كيف أنتِ، كشادية، كامرأة سورية منفية، ترين موضعِكِ في هذا البلد الذي يُسمى سويسرا.

سؤالي الثاني عن الكتابة، عن علاقتك بالكتابة، بما في ذلك بالكتابة كفن. هل بإمكانك أن تقولي لي، بأبسط شكل ممكن، ما الذي تحاولين فعله عبر الكتابة؟ هل هناك موضوعات تستحوذ عليكِ؟ هل تحبين الشِعر؟ هل تكتبين الشِعر؟ ما هي علاقتك باللغة عندما تكتبين؟ كيف يؤثِّر الوضع الرهيب في سوريا على علاقتك باللغة؟ هل تحاولين التجريب باللغة بشكل مختلف بناءً على نوع النصوص التي تكتبينها، أم لا؟ هل يمكنكِ عن تحدثيني بعض الشيء عن كيفية إدخالك لسويسرا ولمدينة لوزان في كتابتكِ، كونك قلتي لي أن هذا ما تفعلينه الآن؟

انتهزي فرصة هذه الرسائل لتقولي لي بدقة أكثر كيف يمكنني أن أفيدكِ، وإذا كانت هناك ألغاز في ثقافتنا السويسرية الناطقة بالفرنسية (بالتأكيد أن هناك ألغاز) ترغبين بتوضيحها؟ اشعري بحرية أن تقولي لي ما هو مهم بالنسبة لكِ. إنني شخص ينصت للآخرين وكذلك إلى الأشخاص الآتين من ثقافة شديدة الاختلاف. وعندما لا أفهم، لا أحجب نفسي. أحاول بكل بساطة أن أفهم شيئاً فشيئاً، أفضل وأفضل.

هذا ما لدي، عزيزتي شادية. أُقبِّلك وأتطلَّع إلى قراءة رسالتكِ. كما أقترح عليكِ منذ الآن هذه الجملة الصغيرة كمفتاح للكلام بيننا: كل شيء سيكون على ما يُرام!
إن كان لديك اقتراح آخر، فمرحباً به!

كاترين لوڤي
١٢-١٣ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٢

Auteurs & autrices

Datenschutzerklärung

ContactMentions légalesLettre d'information
Mentions de Cookies WordPress par Real Cookie Banner